2016/06/12

نساء موسو يحطمن ثوابتنا الاجتماعية

حياة المجتمع :

شعب moso هذا مؤلف من 30000 - 50000 نسمة، ويقطن في منطقة من جنوب الصين على الحدود بين مقاطعة يوننان و مقاطعة سيتشوانا وتعتبر جزء من منطقة التيبت المرتفعة. هذه المجموعة تسمي نفسها نوا (Na), ولاتعترف السلطات الصينية بهم كمجموعة عرقية مستقلة. ولذلك لايوجد احصائيات دقيقة عن عددهم.  

هذا المجتمع الذي استطاع الحفاظ على تقاليده إلى الآن، هو مجتمع أمومي من الطراز الأول.
المرأة هنا هي التي تعمل بينما يبقى الرجل (مستت)، في البيت وخارجه، ولا يشارك في العمل إلا قليلاً وعند الضرورة القصوى. النساء هنا مرحات وجريئات في الكلام وغير الكلام، بعكس نساء الأرياف في بقية مناطق الصين. وهن يقلن أن على الرجال ألا يعملوا وألا يرهقوا أنفسهم في النهار حتى يكونوا بكامل قواهم الجسدية في الليل 8) 


مجتمع موزو الامومي


قصة خلق الرجل :
في غابر الأزمان، انبثق الماء من الصخرة مسبباً الطوفان الذي غطى الحقول واقتلع البيوت وأغرق الناس. امرأة واحدة فقط نجت من الكارثة. كانت تطعم الخنازير عندما فاجئتها مياه الطوفان، فقفزت إلى المعلف الخشبي الذي طاف كالقارب فوق المياه المتدفقة. المغرفة التي كانت تستخدمها لإطعام حيواناتها صارت مجدافاً لقاربها. حزينة بوحدتها، رفعت المرأة عيناها إلى لسماء وتوسلت للآلهة كي يمنحوها رفيقاً. رأفت الآلهة لحال المرأة وأرسلت لها قطعة خشبية على شكل رجل، وبثت الحياة في خشبه وحصلت المرأة على من يؤنسها ويعشقها. 

(قصة الخلق التي يتناقلها شعب الموزو منذ 2000 سنة !)

بحكم كون المرأة أكثر فعالية ونشاطاً وعملاً، فإن كبرى الفتيات هنا هي التي ترث الأراضي والثروة عن ............ أمها طبعاً ! أثناء الحمل، الجميع يفضل أن يكون المولود أنثى ! والأولاد، ذكوراً وإناثاً، ينسبون لأمهاتهم ويطيعونهن، وعند وفات الأم ينتقل واجب الطاعة إلى الأخت الكبرى.

الناس هنا لا يعرفون الزواج. والغيرة تعتبر مرضاً مخجلاً وعاراً عظيماً. أما الإخلاص لأجل الإخلاص، فهو منبوذ تماماً بين العاشقين. الرجال والنساء يسكنون مع عائلاتهم التي ولدوا فيها، حيث يأتي الرجل إلى صديقته عند عائلتها ليجتمع بها ليلا.  عند النهار يفارق "الزوجين" بعضهما، لتنتهي العلاقة من حيث المبدأ. لايعني ذلك ان المرأة لديها عدة علاقات، ولكن لايوجد مايمنعها من اقامتها. الاطفال لايعرفون عادة من هم اباءهم، ولكن في العلاقات الطويلة قد يتعرف الطفل على ابوه، غير ان هذا لايغير من طبيعة الاشياء شيئا، اذ تبقى الام هي المسؤولة عن رعاية الاطفال وحضانتهم، يأتي بعدها البنت الكبرى. المهم ان الاطفال يعرفون بان عائلة الام هي المسؤولة عنهم، حيث السلطة بيد المرأة الكبرى. عندما تصل البنات الى عمر البلوغ يحصلون على غرفتهم المستقلة ليستطيعوا استقبال الرجال بحرية. 

المشاكل العاطفية والعائلية نادرة جداً، فالأولاد يربون من قبل أخوة المرأة الذين يحيطونهم بكل حنان، والنساء والرجال يختارون بعضهن بكل حرية بعيداً عن وجع راس الملكية أو المصاريف اليومية أو تعليم وتربية الأطفال. الرجال والنساء هنا يتمتعن بالجنس والحب دون هذه المشاكل المحلولة عرفياً واجتماعياً بنظامهم الأمومي. 

النساء، وبعد نهار من العمل الشاق، يعدن إلى بيوتهن ويتجمع الرجال تحت نوافذهن مغازلين متقربين حتى تختار المراة أحدهم لتقضي ليلتها معه. بإمكان المرأة هنا أن تختار رجلاً كل يوم إن رغبت ولا يستنكر ولا يستغرب أحد هذا السلوك السوي ! المهم في الجنس عندهم هو الاحترام المتبادل وعدم إيذاء الطرف الآخر وإمتاعه والاستمتاع به لأقصى حد. لكن الكثير من النساء وعندما يجدن الرجل المناسب ويخترنه فهن يبقين معه لفترة طويلة تصل حتى الموت. 

العائلات هنا تنقل ميراثها من امرأة لأخرى دون أن تسعى لزيادة ثروتها بشكل يضر بالعائلات المحيطة، فالهدف هو العيش بطمئنينة وهدوء بعيداً عن الجشع والثراء على حساب الغير.  

لا توجد ملكية شخصية، فالملكية هنا جماعية وعائلية حصراً. النساء هن اللواتي يدرن شؤون القرية والعائلة، والعنف الذكوري ضد الإناث غير موجود. في هذا المجتمع لا توجد سرقات ولا اغتصاب ولا استهلاك مخدرات أو كحول إلا من قبل السياح القادمين من عالمنا ذو العادات الذكورية الغريبة العجيبة بالنسبة للموزو ! 

تعتبر هذه الثقافة مهددة بشدة اليوم، بسبب رفض اعتبارها ثقافة خاصة، والتهافت السياحي على المنطقة. ان عدم الاعتراف بها كثقافة خاصة يؤدي الى دمجها مع ثقافة الشعب المجاور اداريا، الامر الذي لايعطي مكونات هذه الثقافة الظروف المناسبة للدفاع عن نفسها. ان الخطر الاكبر الذي يهددهم هو المجتمع السياسي الكبير الذي تحكمه سلطة الرجل والذي يحاول فرض نموذجه على مجتمع الموزو.

هذا هو مجتمع الموزو ...
مجتمع إنساني آخر ...
أخلاق وقيم أخرى ...
وفطرة مغايرة ... 
لعل ذلك يحث البعض للتساؤل عن مدى صحة ونسبية مفاهيم الأخلاق والقيم والفطرة الإنسانية التي نشأوا وكبروا على أساس كونها مطلقة الصحة ! 
مجتمع الموزو، مجتمع أمومي مسالم، ونموذج آخر لعلاقات وبديهيات أخرى لعلنا نتفكرون ! 

مجتمع Moken


يقطن شواطئ جنوب شرق اسيا، ويعيش على ماتعطيه البحار، متنقلا على الزوارق بين الجزر، في منطقة تايلاند وبورما. لايملكون شئ، ولديهم لغة تعبر بالضبط عن حاجاتهم، إذ لايوجد بها تعابير عن الفرد والملكية او كلمات مثل: اريد، مع السلامة، قلق، مرحبا، الان، عيد الميلاد.  وهم يملكون الحد الادنى، ويلبسون الحد الادنى من الملابس.

من عجائبهم ان اساطيرهم تتكلم عن التسونامي الامر الذي انقذ حياتهم.  فالتسونامي هو إله البحر الجائع، عندما ينقض على ضحيته، من اجل تنظيف العالم.  يسبق انقضاضاه تراجع مياه البحر، الامر الذي لاحظه وعرفه كبارهم وسارعوا بالجماعة الى رؤوس الجبال.  لم يمت احد منهم في كل البقاع التي هم منتشرون عليها، الجميع تعامل مع التسونامي بنفس الطريقة مع انهم لم يكونوا على اتصال مع بعضهم البعض.


المصدر: الذاكرة
:شارك الموضوع
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

Post a Comment

أرشيف المدونة الإلكترونية